14:12 جريدة الديار اللبنانية - نزار قباني يعود إلينا من جديد | |
بشرى إلى كل من غنوا لنزار ولكل من أحبوا نزار نزار قباني يعود إلينا من جديد ... ربما تأخرت كثيراً في كتابة مقالي هذا، لأني فكرت جلياً في عواقب مقال كهذا وعنوان مثل الذي اخترت له ... لكني بعد كل ما قرأت عن الشاعر الذي سأتحدث عنه أظنه يستحق بكل جدارة عنوان هذا المقال ويستحق أن يكتب هكذا مقال عنه... كما عرّفته ويكبيديا – وهو أصغر شاعر فلسطيني تم اعتماد اسمه كأحد شخصيات الشعر في ويكبيديا، كما أنه صاحب القصيدة الثانية عربياً التي جمعت بين أبياتها دول العروبة أجمعها، إنه الشاعر الفلسطيني الشاب رامي أبو صلاح معلومات عن رامي: رامي أبو صلاح ولد بتاريخ (25 يناير 1988) وهو شاعر وأديب وملحن ومترجم فلسطيني ومدرب مسرحي، ولد في مدينة جنين. يتقن ثلاث لغات غير العربية ومنها الإنجليزية و الإيطالية و العبرية. حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية المخبرية من جامعة النجاح الوطنية. كتب قصائد ومقالات وقصائد مغناة وقام بتلحين عدد من الأغنيات. عمل في حقول التعليم والصحافة والترجمة إلى أكثر من لغتين. عمل في حقول التدريب المسرحي وتصميم الرقصات الشعبية الفلكلورية. ساهم في عدد من الأمسيات الأدبية والشعرية والفنية وأنشأ عدداً من المواقع العربية الأدبية على شبكة الإنترنت. منحه د. لطفي زغلول لقب شاعر الإحساس خلال برنامج أدبي على راديو سما نابلس 2007م. أطلق عليه أيمن القيسي لقب أمير الأدب الفلسطيني وذلك في إحدى مقالاته الصحفية هو ممثل فلسطين في مسابقة شاعر الواحة التي أطلقتها قناة الواحة الفضائية في كانون أول 2011م. لماذا ولد نزار من جديد؟ إن قارئ شعر رامي ومتابع مقابلاته وأسلوبه الأدبي في قصيده يلاحظ جلياً أن نزار يتكرر، وأن التأثر العظيم الذي يبدو في شعر رامي بنزار يجعلنا نتأكد تماماً أن هناك رابطاً روحياً بين الأعمال الأدبية التي قدمها الشاعر الكبير نزار قباني وبين ما يقدمه المبدع الشاب رامي أبو صلاح. عندما قال نزار قصيداً بلسان المرأة، فقد أظهر للناس قدرة عالية على فهم المرأة وقراءة نفسها، وهذا هو ما تكرر من خلال الشاعر رامي أبو صلاح، والذي أصدر مجموعة شعرية بعنوان (هكذا هي قالت) وهي تحتوي مجموعة قصائد على لسان حواء. إن من يقرأ قصيد الشاعر رامي أبو صلاح، يلاحظ الوزن الشعري المتقارب جداً واختيار البحور الذي يبدو شبه موحد بين رامي ونزار. حتى إنه كتب العديد من المعارضات النزارية وهذا ما لفت انتباهي. الطبيعة الغنائية لهذه القصائد ووزنها الموسيقي البحت يجعلني أتساءل، أين الفنانون النزاريون من قصيد شاعر شاب مثل رامي، وإني هنا أذكر الفنان الكبير كاظم الساهر والذي ما انفك يبحث عن كل رائعة نزارية لتكون إحدى أغنياته الرائعة، فأين هو من النزار الصغير؟ أين هو من كلمة تعيد فينا روح نزار وتعيد فينا ما نظم. ربما لفت انتباهي في هذا الشاعر الشاب أسلوبه النزاري ولأني قرأت فيه نزار يعود إلينا بفن جديد على لسان شاب أبدع مدرسة النزاريين، وإني لحبي الشديد ومطالعتي الدائمة لكل نزاري، وجدت من الضروري أن أسلط الضوء على عودة شاعري المفضل إلى الحياة، وبث روحه في جسد هذا الشاب الذي أعاد إلينا نزار من جديد. لن أطيل مقالي كثيراً لكني هنا بصدد طرح بعض الأبيات التي ستؤكد لكل من لم يقرأ لهذا المبدع أنني كنت محقاً في اختياره لهذا المقال. يقول في أحد قصائده: قلمي العاشقُ يسبقني إذ ينظمُ حُسنكِ أشعاراً ويرددُ آلاف الأبياتْ وتثير جنوني رؤيتها تتصارعُ في السطر الواحدِ إن وصفتْ عينيكِ الكلماتْ وفي أخرى: لا تحسُبي الوقت الذي تُمضينَ في قلبي فما وقتُ الغرامُ يُعدُّ بالساعاتِ وتعبّدي في جوف قلبي إنهُ حرمُ المحبةِ موضعُ الصلواتِ وإذا المسيحُ يسوع دِنتِ بدينهِ لا تقلقي ... جرسُ الكنيسِ يُدقُّ في نبضاتي وفي أخرى: أمشي أترنحُ في الطرقاتْ وأثمل من كل الحاناتْ أزور ممرات مشاةٍ وأغازل كل السياراتْ أحادث نفسي في الشارعِ وأحدّقُ في كل الفتياتْ في كل مكان أقصدهُ عيناكِ تقابلني دوماً تظهر في كل الموجوداتْ وشوقي يخطفني عقلي يفقدني كل المعلوماتْ هو حبكِ أنتِ سيجعلني أبدو مجنوناً بين الناس وأبلهَ في كل الأوقاتْ وفي قصيدة على لسان أنثى يقول: ماذا أجيبُ الحبَّ إن سألَ أين الذي في الروحِ أرسى الحبَّ والأملَ ماذا أجيبُ إذا اشتكى أني وجدتُ فراقهُ سهلا وحرمتهُ صوتي الذي قد كان يعشقهُ ومنعتُ عن شفتيهِ الماءَ والقُبَلَ دمرتهُ ... ونثرتُ شوك البُعدِ فوق دروبهِ وجرحتُ من أشفى ... جراحَ العمرِ مذ في دنيتي نَزلَ ويقول في أخرى: أنا لستُ نبيّ فلسطينَ ولا أشعلُ بالنور يميني لا أملكُ مثل عصا موسى أو غيماً فوق يحميني لكن هواكِ كمعجزةٍ أملكها منذ التكوينِ وأظنّ سأحتاج لأخرى لتجودي ثم تحبيني أظن بعد كل هذا لن تستطيعوا الحكم جيداً إلا إذا قرأتم له بشغف، وأنا متأكد وقتها ستعرفون السر الذي جعلني أسميه بنزار هذا العصر. لقد أحيا في قلبي أمل بنزارٍ جديد.
| |
|
مجموع التعليقات: 0 | |