هي هكذا فلسطين، اعتدنا أن نجد فيها شعاعاً من الأمل بين كل هذه الدروب المظلمة التي يمر بها شعبنا.
وإن الطفولة الفلسطينية من أكثر ما تأثر في ظل هذه الحالة السياسية التي تمر بها فلسطين، ومن رحم هذه الطفولة الموءودة ولدت طفلة معجزةٌ أعادت للطفولة رونقها ومنحت الأزهار عبيرها، بصوتها الرائع الذي يعبر عن أحلام الطفولة ومعاناة الشعب، وبحضورها الملكي المذهل الذي يعبر عن فنانة محترفة تسابق عمرها الصغير سناً والكبير بإبداعها.
رنا مرار هي هذه الزهرة التي ارتأيت أن أتحدث عنها في مقالي هذا، وهي طفلة بدأت رحلتها الفنية في عمر الخامسة بظهورها المتكرر في مهرجانات خاصة بالأطفال وخاصة مع الفنان عمر الجلاد وكانت دائماً تخطف الأنظار بموهبتها الربانية وحضورها المتألق.
بدأت رنا تدرس الموسيقى وتعزف على آلة الاورغ، وقد لفتت أنظار كل من شاهدها من إعلاميين وفنانين، وأجمعوا على أن لديها موهبة نادرة لا بد من رعايتها وتطويرها، كما كتب عنها عدد كبير من الصحفيين وتم استضافتها في عدد من الفضائيات والإذاعات.
لفتت رنا أنظار الشعراء الذين وجدوا من خلال صوتها نافذة لنقل كلمتهم وأدبهم بأسلوب طفلة تحاكي الواقع وتضفي عليه لمستها الخاصة وصوتها العذب، وما فتئ أن أصبح أكبر الشعراء في فلسطين يكتبون لها القصائد، مثل قصيدة أرض النور وقصيدة شعب الجبارين وقصيدة أرضنا للشاعر ربحي محمود أمين مدير عام اتحاد الفنانين الفلسطينيين، وقصيدة إرثك يا وطن للشاعر نائل الحواري، وقصيدة اعذريني يا طفولة للشاعر محمود ضميدي والتي تم تلحينها من الفنان ناجح مرار لتغنيها للعالم. كما كتب ولحن لها الفنان عمر الجلاد أغنية تعالوا نلعب بالحارة وأصبحت الطفلة رنا مرار تشارك في كثير من المهرجانات الوطنية والإنسانية ومهرجانان الانطلاقة وأصبحت عضواً في عدد من الفرق الفنية مثل فرقة راجعين وفرقة بنت الوطن وحصلت على عضوية اتحاد الفنانين الفلسطينيين وهي الطفل الوحيد في فلسطين الذي لديه عضويه من اتحاد الفنانين نظرا لموهبتها الفريدة.
وقد تم اختيار الطفلة رنا مرار لتشارك الفنانة ميس شلش في جميع حفلاتها في الوطن، وتم تكريمها في عدد كبير من المهرجانات واعترف بها رسميا أنها تمثل الطفولة الفلسطينية في العالم.
كتب لها الشاعر المصري أيمن صلاح قصيدة أماني الشهيد، والشاعر نائل الحواري قصيدة حب بلادي، والشاعر إبراهيم احمد فرحات قصيدة أنا خلوده، وقصيدة حصن نفسك بالقرآن وقصيدة برد الشتاء، والشاعر سعود المطيري قصيدة فلسطين العروبة، والشاعر رأفت مصلح أغنية أرض الأحلام؛ وقد لحنها الفنان فيصل نصر، والشاعر رائد ناجي قصيدة نور الفجر وقد لحنها الفنان الجزائري مولود بن عبيد، وقد اشتركت الطفلة رنا مرار في مسابقة الغناء الفلسطينية وقد حصلت على المرتبة الأولى وحصلت على عدد كبير من الشهادات والدروع من جهات رسمية وغير رسمية.
تم تكريمها على أغنية اعذريني يا طفولة بأنها الأغنية التي تعطي للعالم الوجه الحقيقي عن الطفل الفلسطيني، وهي بصدد إصدار البوم كامل للطفلة رنا مرار في القريب إن شاء الله.
وقد تقدم عدد كبير من الشعراء في الوطن العربي بقصائد جميله جدا وسوف تعلن عن أسماء الشعراء عندما يكتمل أول البوم لها.
هي هذه رنا مرار، هي هذه زهرة فلسطين ولسان الطفولة الذي ينطق بهموم طفولة فلسطين المسلوبة، هي هذا الصوت الذي ينتظر أن ينطلق إلى العالم، ينتظر فرصته الحقيقية بالظهور، هذا الصوت الذي يأمل أن يحلق في سماء الفن، لينقل الحلم الفلسطيني الأزلي.
شكراً لكِ فلسطين، لأنك منحتنا أطفالاً نفتخر بهم كما هي رنا.
