الرئيسية » مقالات » الأعمال الشعرية » هكذا قالت! |
ماذا أجيبُ
الحُبّ؟
ماذا أجيبُ الحبَّ إن سألَ
أين الذي في الروحِ أرسى الحبَّ والأملَ
ماذا أجيبُ وقد فارقتُ عيناهُ
ومنعتُ عن شفتيهِ الماءَ والقُبَلَ
دمرتهُ ...
ونثرتُ شوك البُعدِ فوق دروبهِ
وجرحتُ من أشفى ...
جراحَ العمرِ مذ في دنيتي نَزلَ
فارقتُ قهوتهُ وريحَ التبغِ من فمهِ
وعطرَه المعتاد يعبقُ
ناثراً فُلا
لا زلتُ أذكرُ
كيف كان الطيرُ يعشقهُ
وتلهو قطةٌ بيضاءُ فوق سريرهِ
تغفو إذا يغفو ...
ويطعمها إذا أكلَ
ماذا أجيبُ الشِّعرَ إن فارقتُ أبحرهُ
وصار يسألُني لمَ اسمي منهُ قد رحلَ
من كان يهدي لي معاني الكونِ أجمعها
وينظمُهُ يغازلُ حبنا خَجِلا
ووعدتهُ أني سأبقى الدهرَ أهواهُ
وصار الوعدُ بعد الغدرِ مبتذلا
ما كنتُ أعلمُ عن جمالي ما يميزهُ
فأبدى لي جَمالاً صاغهُ جُمَلا
وعلمني حروف الحبِّ أجمعها
ورتّل لفظها الجَزْلَ
قد كان تعشقهُ كثيراتٌ لروعتهِ
لكنهُ يأبى ويجري مُعرضاً وَجِلا
وحتى بعد أن فارقتهُ ما زال يعشقني
يعاني الجرحَ ألواناً ويكتمهُ
مخافةَ أن يثير دموعَ حُزنٍ يسكنُ المُقلَ
ويحي أنا يُبدي غبائي ما فعلتُ
وكان يُبدي بفعلهِ رجلا
| |
مشاهده: 12556 | | |
مجموع التعليقات: 0 | |