الرئيسية » مقالات » الأعمال الشعرية » قُصاصاتُ أيام |
يا فاقد
الأوطان يا فاقد الأوطان قد ضاقتْ بكَ الدُّرُبُ ستّون عاماً والكلامُ يحيطهُ العتبُ مفتاحُ بيتكَ قد تآكل لا ترممهُ وانهارت الجدرانُ والأحياءُ والشِّعَبُ قد صار في حيفا مكان البيت مدرسةٌ لأبناء اليهودِ ... ومستجمٌّ فيه يرتاحون إن تعبوا تل الربيعِ تبدّلت أحوالها ولربّما إن زرتها ستعودُ تغتربُ البيدرُ المعتادُ لا يبدو له أثرٌ فقد أضحى مكاناً فيه يحلو اللهو والطربُ يا فاقد الأوطان ِ لا تسأل عن التاريخ ِ قد كذب الرّواةُ وتكذب الكتبُ قالوا بأن القدسَ تحميها العروبةُ والحقيقة أن أسباب الهزيمة كانت العربُ لا تنتظر منهم نصيراً إنهم إن أُحرجوا وعدوا ... وإن وعدوا فقد كذبوا يا فاقد الأوطان صبراً ... هل سألت الأرض عن أصحابها مُلّاكها من في الربوع ترعرعوا ورَبوا؟ ستجيبك الأشجارُ فيها والصخورُ ورملُ ساحلها الجميلُ الناديُ
الرطبُ ستعانقُ النسمات شَعركَ إنها تشتاقُ ثم تدنو وتقتربُ فاصدح بصوتك كي تعود مكرّماً ما ضاعَ حقُّ مطالبين لحقهم طلبوا يا فاقد الأوطان لا تحزن على الماضي فإن الليل حينَ يطولُ يدنو الفجرُ ... يقتربُ النصرُ في عينيكَ مرسومٌ لمن نظروا يخفيه وجعُ العمرِ والأحزانُ والتعبُ لكنهُ حقٌّ كما الشمس التي
يبدو لها نورٌ وإن حاطت بها السُّحُبُ | |
مشاهده: 13867 | | |
مجموع التعليقات: 0 | |