Admin | التاريخ: Tuesday, 12 July 2011, 20:28 | رسالة # 1 |
إدارة الموقع
مجموعة: المدراء
رسائل: 38
| مدينة إيلات
أقام الصهيونيون هذه المدينة في موقع أم رشرش العربي على الرأس الشمالي الغربي لخليج العقبة. أنشيء ميناؤها الذي ساهم في تطور ونمو المدينة عام 1951. إيلات اسم المدينة الإيدومية القديمة التي كانت تقع على الخليج قرب مدينة العقبة الحالية. وقد ذكرتها التوراة في حديثها عن تيه بني إسرائيل فقالت إنهم مرّوا بها عند خروجهم من مصر (القرن الرابع عشر أو الثالث عشر قبل الميلاد). في ذلك الوقت كان الأيدوميون أصحاب السيادة على هذه المنطقة التي تمتد من البحر الميت حتى خليج العقبة. وقد اشتهرت بلاد الأيدوميين هذه بثروتها المعدنية وبموقعها التجاري مما جعلها ملتقى طرق التجارة بين الجزيرة العربية ومصر والشام والبحر المتوسط. دلت النقوش على أن المصريين القدماء قاموا باستغلال مناجم النحاس والحديد والمنغنيز التي كانت تمتد من شمال وادي عربة إلى خليج العقبة في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد. كانت ثروة إيدوم وازدهارها السبب الرئيس التي شنها عليها الملك داوود في القرن العاشر قبل الميلاد وهي الحرب التي أدت إلى انتصاره وتحكمه في رأس الخليج. في أواسط القرن العاشر قبل الميلاد أنشأ ابنه الملك سليمان مدينة عصيون جابر واستخدمها ميناء له على البحر الأحمر للاتجار مع جنوب جزيرة العرب وشرق إفريقيا.
دلت الحفريات التي قام بها نلسون غلوك وفريتز فرانك في تل الخلفية الذي يقع على مسافة ثلاثة أميال إلى الشمال الغربي من مدينة العقبة الحالية على أن التل هو موقع عصيون جابر وإيلات القديمة وأن الموقع كانت تشغله مستوطنة حصينة تحيط بها أسوار قوية بين القرن العاشر والقرن الرابع قبل الميلاد. ويعتقد بعض العلماء أن عصيون جابر وإيلات لم تشغلا الموقع نفسه وإنما كانتا مدينتين متجاورتين. دلت الحفريات كذلك على أنه كانت لعصيون جابر تجارة نشيطة مع المعنيين في جنوب جزيرة العرب. ويبدو أن حروب الإسرائيليين مع الأيدوميين استمرت عشرات السنين. ويروي العهد القديم (سفر الملوك: 2/4، 2/7) أن الملك أمصيا احتل سلع حاضرة الإيدوميين وقتل عشرة آلاف منهم وألقى بعشرة آلاف آخرين من قمة الجبال، ثم أخذ آلهتهم إلى القدس وفقدت إيدوم أيضاً ميناءها على البحر قرب العقبة الحالية ، واضطر اليهود إلى الانسحاب نهائياً من عصيون جابر ومنطقة خليج العقبة كلها في عهد الملك آحاز (735 - 715 ق. م.) ظل الأيدوميون في إيلات بعد ذلك قرابة ثلاثة قرون إلى أن احتلها الأنباط ربما في القرن الرابع قبل الميلاد. في هذا القرن حل الأنباط محل الأيدوميين في المنطقة وأصبحت أيلة ميناء الأنباط على البحر الحمر. كان الأنباط هم أول من استعمل اسم "أيلة" المشتق من اسم إيلات الإسم الإيدومي القديم. وقد نقل الأنباط أيلة من موقعها القديم قرابة 3 أميال باتجاه الجنوب الشرقي إلى حيث تقع مدينة العقبة الحالية الان. ازدهرت أيلة إزدهاراً كبيراً مع ازدهار دولة النباط الاقتصادي لأنها كانت هي والبتراء عاصمتهم تقعان على خطين هامين من خطوط التجارة العالمية آنذاك بين الشام وجنوب الجزيرة العربية وآسيا من جهة، وبين الشام ومصر من جهة أخرى. وكانت هناك طريق تجارية هامة تصل بين أيلة وغزة . في أثناء حكم البطالمة أصبح اسمها بيرينكة وظلت تتمتع بمركز تجاري هام مع شرق إفريقيا وجنوب جزيرة العرب. وفي سنة 106 ق. م . تمكن الامبراطور الروماني تراجان من قهر الأنباط، واحتل البتراء وأيلة، وبنى طريقاً تبدأ من أيلة وتنتهي بدمشق. وأصبحت بلاد الأنباط ولاية رومانية أطلق عليها اسم بروفنسيا أرابيا (الولاية العربية) ، وأصبحت أيلة مقراً للفرقة الرومانية العاشرة وغدت حصناً عسكرياً جنوبي فلسطين. وفي عهد البيزنطينيين احتفظت أيلة بمكانتها التجارية فكان ينقل عبرها الحرير والتوابل إما إلى بلاد اليونان عن طريق غزة وإما إلى مدن الشمال في سورية. في سنة 325م أصبحت إيلة مركزاً لأسقفية كان بعض أسقافها من العرب. وفي الفترة التي سبقت ظهور الإسلام حكمها ملوك الغساسنة باسم الدولة البيزنطية.
ظهر اسم أيلة لأول مرة في التاريخ الإسلامي سنة 9هج/630م، فعندما وصل الرسول عليه السلام إلى تبوك في تلك السنة قدم يوحنا بن رؤبة مطران أيلة على النبي فصافحه على جزية قدرها 300 دينار في السنة، وعلى قرى من يمر بأيلة من المسلمين. وكتب الرسول لهم كتاباً أن يُحفظوا وأن يُمنعوا "وأن لا يحل أن يُمنعوا ماء يردونه ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر". وأهدى يوحنا إلى النبي بغلة بيضاء، وأهدى النبي إليه بردة من بروده.
وعندما زار الخليفة عمر بن الخطاب الشام بعد طاعون عمواس خرج للقائه بأيلة جمهور كبير من الناس. وقضى ليلة ضيافة في مطران البلدة. ومنذ بداية العهد الإسلامي أصبحت أيلة ملتقى الحجيج المصري والشامي وانتعشت التجارة فيها. وكان بها في العهد الإسلامي وبعده قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان، وكانوا سقاة الحج. وفي عام 191هجرية في خلافة هارون الرشيد امتنع أهل أيلة بقيادة أبي النداء عن دفع الضرائب، وتمردوا على الحكومة العباسية فبعث إليهم الرشيد بجنوده فظفروا بهم وأرسل أبو النداء إلى بغداد حيث قتل.
أصبحت أيلة في القرن الثالث الهجري تحت حكم الطولونيين. وذكر أن خمارويه (توفي 282هجري / 896م) عبّد طريقها ورمم الجبل العالي "ذا العقبة" الواقع إزاءها ليسهل وصول القادمين إلى المدينة. وعلى الرغم من وقوع أيلة عند ملتقى أقطار ثلاثة هي الشام ومصر والحجاز فقد كانت في الغالب "تعد بلاد الشام" وشهدت المدينة قمة إزدهارها في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي. ووصفها المقدسي 375 - 376هج / 985 - 986م في "أحسن التقاسيم" فقال/ "مدينة عامرة جليلة ذات نخيل وأسماك، فرضة فلسطين وخزانة الحجاز. وفي أيلة تنازع حصل بين الشام والحجازيين والمصريين وغضافتها إلى الشام أصوب لن رسومهم وأرطالهم شامية، وهي قرضة فلسطين.
أصيبت أيلة في القرن الخامس الهجري بنكبتين، ففي سنة 415هج/ 1024 – 1025م نهبها عبد الله بن أدريس الجعفري مع جماعة من بني الجرّاح. وفي سنة 465هج / 1072 – 1073م حدثت في البلاد زلزلة هائلة أهلكت أيلة ومن فيها. وقد جلبت فترة حكم الصليبيين إلى أيلة كثيراً من المصائب التي أدت إلى تدمير قسم كبير من المدينة. ففي سنة 509هج / 1116م احتل بغدوين الأول ملك القدس مدينة أيلة وضمها إلى بارونية الكرك التابعة لمملكة القدس. وحاول الصليبيون استغلال موقعها العسكري ليمنعوا الاتصال بين الشام ومصر والحجاز. فأنشأوا حصناً على جزيرة فرعون المجاورة للشاطيء وبنوا أسطولاً في العقبة أبحر في عام 555هج / 1160م. وفي سنة 566هج / 1170م تمكن صلاح الدين الأيوبي من استرداد أيلة بعد معركة برية وبحرية، فطرد منها الفرنجة وترك حامية في المدينة. لكن رينودي شاتيون أمير الكرك الصليبي تمكن من احتلال أيلة فترة قصيرة عام 578 – 579هج / 1182 – 1183م في سياق حملته ضد الأماكن المقدسة في الحجاز. وكان قد بنى السفن في عسقلان ونقلها إلى أيلة وشرع يهاجم سفن المسلمين في البحر الحمر. بيد أن حسام الدين لؤلؤ قائد صلاح الدين دمّر أسطول رينو سنة 579هج / 1183م. وعادت أيلة إلى أصحابها. عاد الصليبيون إلى أيلة مرة أخرى، ثم استرجعها منهم نهائياً السلطان الظاهر بيبرس عام 665هج / 1267م، لكن المدينة كانت في حالة من الخراب. وبزوال الخطر الصليبي عادت أيلة ملتقى للحجاج القادمين من مصر والشام. وفي أوائل القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي بنى السلطان قانصو الغوري 906 – 922هج / 1501 – 1522م قلعة على شاطيء أيلة رممها السلطان العثماني مراد الثالث سنة 996هج / 1296م. وكان هناك قبل هذه القلعة قلعة أخرى بناها الصليبيون على الأرجح سنة 578 أو سنة 579 / 1182 – 1183م. ولم يعد لهذه الأخيرة من أثر اليوم. أصبحت أيلة ابتداء من القرن السادس عشر الميلادي تدعى باسمها الجديد (العقبة). وهذا الإسم أي عقبة أيلة قد أطلق على المدينة من القرن الرابع عشر الميلادي حتى القرن السادس عشر الميلادي أسقطت كلمة أيلة واقتصر الاسم على العقبة. وتشير عقبة أيلة إلى الممر الوعر الذي مهده ملوك مصر ابتداء من خماروية الطولوني حتى الناصر محمد بن قلاوون (719 هج / 1330م) في جبل أمّ نصيلة المجاور للمدينة ليسهل الوصول إليها. ظل خليج العقبة تحت السيادة العربية الكاملة إلى أن قام الاحتلال الصهيوني بتأسيس ميناء إيلات عام 1951م . وظلت القوات المسلحة المصرية المتمركزة في شرم الشيخ تحاصره حتى عام 1956م عندما شنت دول العدوان الثلاثي هجوماً على مصر، ونتج عن ذلك العدوان تمركز قوات الطواريء الدولية في شرم الشيخ، والسماح للسفن الإسرائيلية وسفن الدول الخرى بالمرور في خليج العقبة. لذلك أخذ ميناء إيلات منذئذ يزدهر تدريجياً، وتجلى إزدهاره في تطور نمو مدينة إيلات سكاناً وعمراناً . بدأ ميناء إيلات يقوم بدور حيوي في تجارة الكيان الصهيوني الخارجية منذ عام 1965م وبخاصة مع دول شرقي إفريقيا وشرق آسيا وأستراليا. تم ربط إيلات بمدينة بئر السبع وميناءي أسدود وعسلقان على البحر المتوسط بطريق رئيسية معبدة تخترق إقليم النقب. وتنتقل البضائع على هذا الطريق بالشاحنات الضخمة وتم أيضاً ربط إيلات بمنشآت البوتاس في أسدود وبمركز المفاعل النووي في ديمونة. بطريق رئيسة معبدة أخرى تخترق وادي عربة. وتربط إيلات أيضاً بمناجم الفوسفات في النقب بطريق متفرعة من طريق إيلات – بئر السبع. وهناك خطان من أنابيب النفط يصلان بين إيلات وكل من حيفا وعسقلان.
أهم صادرات الأراضي الفلسطينية المغصوبة سنة 1948 عبر إيلات هي البوتاس والفوسفات والإسمنت والنحاس وافطارات والمنسوجات ومسحوق الصابون والمبيدات الحمضيات. ساهم ميناء إيلات في أكثر من 7% من مجموع النقل البحري للكيان الصهيوني في عام 1981. بلغ عدد سكان إيلات في عام 1952 نحو 275 نسمة، وازداد عددهم إلى نحو 2,600 نسمة عام 1956م وألى 11,000 نسمة في عام 1966، وإلى 14,000 نسمة في عام 1973. ويقدر عددهم بنحو 20,000 نسمة في عام 1981. يعود غالبية سكانها إلى في أصولهم إلى صهيونيين مهاجرين من شمال أفريقيا والمجر ورومانيا وبولونيا وهولندة. فيها مطار هو الثاني في فلسطين المحتلة بعد مطار اللد، ويبعد نحو كيلومترين عن الساحل الجانب الغربي من الطريق العامة. ولإيلات مرفأ مدني وآخر عسكري. وفيها عدد من المصانع كمصنع قطع الأحجار وصقلها، ومصنع صقل الماس، ومصنع الجص، ومصانع لتعليب الأسماك ومصنع للنحاس، ومعمل لحياكة الملبوسات، ومعمل لتعقيم الحليب. فيها أيضاً مصفاة للنفط، ومحطة لتقطير المياه تنتج أكثر من مليون غالون ماء يومياً لسد حاجة المدينة من المياه، ومحطة للقوة الكهربائية. وغيلات مركز تجاري وترفيهي وسياحي.
|
|
| |